واحتملَ بعضالمفسرين أنّ التعبير ب «كلِّ شيء» يشتمل على المعادن أيضاً ، ولكن من خلال الفَهم بأنّعبارة «أنبتنا» لا تتناسب كثيراً مع المعادن ، فانَّ هذا التفسير يبدوبعيداً ، وأنَّ الجمعَ بينَ التفسيرين ممكنٌ ، وورد في بعض الروايات إشارة إلىالتفسير الثاني أيضاً ٢.
وربّما يكونالتعبير بـ «نَباتَ كُلِّ شْيءٍ» إشارة إلى أنواع النباتات المختلفة ، حيث تُسقى بماءٍواحدٍ ، وتنمو على أرضٍ واحدةٍ ، ومع هذا فهي تختلف في الشكل والطعم والخواصوأحياناً تتعارض في ذلك ، وهذا من عجائب خلقِ الله.
والأمر كذلك فيمسألة الظلال التي تبدو موضوعاً عادياً وغير مهم للوهلة الاولى ، ولكن افرضوا أنّكل أنواع الظلِّ والمظلات رُفعت عن الكرة الأرضية لمدّة اسبوعٍ ، فلا جبال ، ولاأشجار ، ولا حائط بيتٍ ولا سقف ، ولا حتى ظلَّ نصف الكرة الأرضية الذي يُغطي النصفالآخر وهو الليل ، واختفت كلّها بصورة مفاجئة ، وتبدلت جميع الأجسام في هذا العالمإلى حالةٍ كالبلور ونفذ ضوء الشمس من خلالها ، فكم ستصبح الحياة صعبةً وغير قابلةللتحمل؟ إذ يشعُ ضوء الشمس باستمرار ، ويتعرض له كل شىء ، ويسلبُ كل أشكالالاستقرار والاطمئنان والراحة من الإنسان وسائر الموجودات ، ولو حدثت مثل هذهالفرضية في فصل الصيف فسوف تهلك جميع الكائنات الحية خلال فترة قصيرة.
ويقول بعضاللغويين : إنَّ الزرع تعني الإنماء ، وهذا في الحقيقة هو فعلُ الله تعالى ، وإذااطلقَ لفظ الزارع على العباد فهو بسبب توفيرهم لأسباب ومقدّمات ذلك ، وقد يقال لـ «المزروع» زرعاً أيضاً.
والمسألةالجديرة بالاهتمام في الآيات أعلاه هي انّها تضع الزوجية في عالم النباتات إلىجانب الزوجية في عالم الإنسان فتقول : سُبْحَانَ الَّذِىخَلَقَ الأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ انْفُسِهِمْ ومِمَّالَايَعْلَمُونَ.
واللطيف أنَّالآية أعلاه مع انَّها تتحدث عن كافة الِّثمار وجميع أنواع المحاصيل الزارعية بمافيها الحبوب ، فهي تستند خاصة إلى ثلاثة ثمار هي : الزيتون ، والتمر ، والعنب.