الحكمة منها لزكاة الفطر حِكم بليغة وفوائد عظيمة يجني المسلمون ثمارها في الدنيا والآخرة، ومن ذلك، تطهيرها لنفس العبد من الذاتية والأنانية، وتنقيتها لقلب المسلم من الحقد والبغض والكراهية، وتزكية صيام و، وجبر ما قد يحصل من تقصير في أداء مناسكه والتزام أحكامه.
أما كون الإنسان يوكِّل أهله أنْ يخرجوا الزكاة في بلدهم وهو في بلد آخرَ، فليس من هذا الباب، فإن الكلام في نقْل زكوات بعض أهل بلد إلى بلدٍ آخرَ، فإنَّه هو الذي قد تترتَّب عليه المحاذيرُ السابقة، ولهذا نبَّهتُ عليه، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وآله وصَحْبه.
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: فمَن أدَّاها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات؛ رواه أبو داود وغيرُه.
حكمة وقت زكاة الفطر أمرَ الشارع بزكاة الفطر، وجعل الحكمة منها طُهرةً وكفّارةً للمُزكّي على ما حصل من النقص في صومه، أو ما شابَه من الكراهة، أو الإثم فيه، أمّا الحكمة منها بالنسبة للآخذ إغناؤه وأهله عن الناس في أيّام العيد؛ فقد أقَّتَ الشارع زكاة الفطر بوقتٍ وأوجبها فيه، وهذا الوقت فيه سعة على الدافع بحيث يتمكّن من أدائها، وعلى الآخذ بحيث يتمكّن من الاستفادة من المال.
.
ومن أهل العلم من يجيز تقديمها بيوم أو يومين أو أكثر كي تصل إلى مستحقيها إذا كانوا خارج البلد، ومن لم يخرجها رغم قدرته فهو آثم، ويجب عليه إخراجها فيما بعد كصدقة لأنها دين ثابت للفقراء في ذمته.