وقد كانت مشاعر المسلمين لا سيما المهاجرين قد تأجّجت تهفو لزيارة مكة البلد الحرام، وطنِ المهاجرين الذين طالت غربتُهم واشتد حنينهم.
متى كانت خطبة الوداع خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الخطبة الجامعة التي تحمل في طياتها عددًا من الوصايا والأحكام الرائعة بالمسلمين في حجته الأولى والوحيدة والتي تُسمى حجة الوداع، ومن المعلوم أنَّ النبيَّ قام بأداء مناسك الحجِّ في السنة العاشرة للهجرة، وإنَّ الناظر في محتويات هذه الخطبة يُدرك إحساس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدنوِ أجله، ونهاية عمره، ويُدرك أيضًا أنَّ النبيِّ كان يبرئُ ذمته ليُخلي مسؤوليته أمام الله -عزَّ وجلَّ- ويتضح ذلك جليًا في تكرار إشهاده للنَّاس على أنَّه بلغ رسالته على أكمل وجهٍ وأدى الأمانة من غيرِ نقصانٍ.
ولهذا خرج الرسول r في ألف وأربعمائة من أصحابه إلى مكة ليس معهم إلا السيوف في القِرَب.
كان يعلم أنه لو التجأ إلى الله تعالى وتوكّل عليه وقاتلهم فسيَغلبهم، غير أنه لم يفعل ذلك وفضّل الانتظار.
فقال : يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فحدثنا بجميل من الأمر أن عملنا به دخلنا الجنة، وندعوا به من وراءنا.
غزوة أحد: و كانت بين المسلمين والمشركين في 15 شوال من الســـنة الثالثة للهجرة.