فالأعمار صناديق الأعمال والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت فاليوم عملٌ بلا جزاء وغدًا جزاءٌ بلا عمل، وَقَالَ بَكْرٌ الْمُزَنِيُّ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَخْرَجَهُ اللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا إِلَّا يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، اغْتَنِمْنِي لَعَلَّهُ لَا يَوْمَ لَكَ بَعْدِي، وَلَا لَيْلَةٍ إِلَّا تُنَادِي: يا ابْنَ آدَمَ اغْتَنِمْنِي لَعَلَّهُ لَا لَيْلَةَ لَكَ بَعْدِي، وَلِبَعْضِهِمْ: اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ كَمْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ أقولُ قولي هذا، واستغفر اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِ نذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
میں نے تم لوگوں سے زیادہ کسی کو اس چیز میں رغبت کرتے نہیں دیکھا جس چیز سے سرکارِ دو عالَم صَلَّی اللہ تَعَالٰی عَلَیْہِ وَاٰلِہٖ وَسَلَّمَ دور رہتے تھے ۔ تم لوگ دنیا میں رغبت رکھتے ہو جبکہ نبی اکرم صَلَّی اللہ تَعَالٰی عَلَیْہِ وَاٰلِہٖ وَسَلَّمَ دنیا میں رغبت نہ رکھتے تھے ۔ اللہ کی قسم! أيها المؤمنون: الدنيا ليس بها راحة لمؤمن فلا ينبغي له أن يركن إليها ويتخذها وطنًا ومسكنًا، فيطمئن فيها، فمن ذا الذي يبني على موج البحر درًا، تلكم الدنيا، فلا تتخذوها قرارًا.
اللهم أغننا بحلالك عن حرام وبفضلك عما سواك اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاه أنت وليها ومولاها.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير آية الحديد: يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه ويبين غايتها وغاية أهلها بأنها لعب ولهو تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وهذا مصداق ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات عمرهم بلهو قلوبهم وغفلتهم عن ذكر ربهم وعما أمامهم من الوعد والوعيد، تراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة فإن قلوبهم معمورة بذكر الله ومعرفته ومحبته وقد شغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله من النفع القاصر والمتعدي.
.
فَمَا عِيبَتِ الدُّنْيَا بِأَبْلَغَ مِنْ ذِكْرِ فَنَائِهَا وَتَقَلُّبِ أَحْوَالِهَا، وَهُوَ أَدَلُّ دَلِيلٍ عَلَى انْقِضَائِهَا وَزَوَالِهَا، فَتَتَبَدَّلُ صِحَّتُهَا بِالسَّقَمِ، وَوُجُودُهَا بِالْعَدَمِ، وَشَبِيبَتُهَا بِالْهَرَمِ، وَنَعِيمُهَا بِالْبُؤْسِ، وَحَيَاتُهَا بِالْمَوْتِ، فَتُفَارِقُ الْأَجْسَامَ النُّفُوسُ، وَعِمَارَتُهَا بِالْخَرَابِ، وَاجْتِمَاعُهَا بِفُرْقَةِ الْأَحْبَابِ، وَكُلُّ مَا فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابٌ.