الحسبة بالكسر الأجر والتدبير واسم من الاحتساب، وهو حسن النظر والتدبير، قاله الفيروز أبادي.
فالمحتسب يمنع المنكرات الظاهرة ويعاقب مرتكبيها إن كان مما يوكل إليه العقاب فيه ، أو يرفعه إلى القضاء إن كان مما يختص القاضي بالفصل فيه.
وبالنسبة للمتطوع بالحسبة فيمكن أن يكون امرأة لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم سواء رجل أو امرأة، حرًا كان أم عبدًا.
بينما نجد المجتمعات الإسلامية —على وجه العموم- لا تزال تحتفظ بأصولها ومبادئها ، مما يجعل السلوك الانحرافي والشذوذ والخروج على قيم المجتمع أموراً مستقبحة ومستنكرة من عامة الناس.
وفي مصر الفاطمية كان المحتسب من كبار الموظفين الدينيين، يُعهد إليه بمسؤولية الإشراف على التعليم، وله نوَّاب في سائر أعمال الدولة يمثلونه، فكان يراقب المعلمين وينذر الذين يتجاوزون في ضربهم الصبيان الحدود المعقولة.
بالإضافة إلى تقرير المنهج الذي يختاره المؤدب للتعليم ومتابعة مدى عناية المعلم بتنفيذها وتعليم الصبيان وفقها، يقول الشيزري: وأول ما ينبغي أن يعلم الصبي السور القصار من القرآن، بعد حذقه بمعرفة الحروف وضبطها بالشكل، ويدرجه بعد ذلك حتى يألفه طبعه، ثم يعرفه عقائد أهل السنة والجماعة، ثم أصول الحساب، وما يستحسن من المراسلات والأشعار دون سخيفها ومسترذلها ، وزاد ابن الأخوة: وفي وقت بطالة العادة يأمرهم بتجويد الخطّ على المثال ويكلّفهم عرض ما أملاه عليهم حفظًا غائبًا، ونظرًا.