التكبّر الكبر المقصود هنا هو التكبّر على الناس، واحتقارهم، وازدراؤهم، والسّخرية منهم، والترفّع عنهم، والتعاظم عليهم، فيرى الشخص المتكبّر هو الأفضل وبقيّة الناس دوناً عنه، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ.
مما سبق من كلام المؤلف - تحريم الحلف بغير الله.
وكل من أتى ناقضًا من نواقض الإسلام يكون مشركًا شركًا أكبر كما قلنا.
انتهى وإن لم يقصد ذلك وأصرعلى الحلف بغير الله بعد علمه بأنه من الشرك واستحله فهو على خطر عظيم ـ والعياذ بالله تعالى ـ فيجب عليه أن يراجع نفسه ويتوب إلى الله تعالى، ولا يجوز له تقليد من قال بالكراهة أو التحريم بعد علمه بالأحاديث الناهية عنه فقد َقَالَ الشَّافِعِي: أجمع النَّاس على أَن من استبانت لَهُ سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن لَهُ أَن يَدعهَا لقَوْل أحد.
التطيّر يُقصد بالتطيّر شرعاً التشاؤم، فهو سببٌ من أسباب عدم التوكّل على الله -عز وجل-، ومثاله: أنيذهب أحدٌ لسفرٍ أو تجارة، فيرى أمامه حادث سيارة، فيتشاءم ويعتقد في قرارة نفسه أنّ لهذا الأمر سببٌ في إفشال سفره أو تجارته، ويعتقد أنه سيصيبه المكروه إن أمضى ما يُريد، فيُصيبه التطيّر الشّركي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ، قالوا: يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ؟ قال: يقولُ: اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ.
الثالث: يمكن إجراء الأدلة الواردة في الحلف بغير الله وأنه شرك على ظاهره؛ فلا يلزم حملها على الأصغر.